تعريف الملائكة وأصل خلقتهم ، وصفاتهم ، وخصائصهم
تعريفهم :
الملائكة : جمع مَلَك . أخذ من (الأَلُوكِ) وهي : الرسالة .
وهم : خلق من مخلوقات الله ، لهم أجسام نورانية لطيفـة قـادرة علـى التشكل والتمثل والتصور بالصور الكريمة ، ولهم قوى عظيمة ، وقدرة كبـيرة على التنقل ، وهم خلق كثير لا يعلم عددهـم إلا الله ، قـد اختـارهم الله واصطفاهم لعبادته والقيام بأمره ، فلا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلـون مـا يؤمرون .
أصل خلقهم :
والمادة التي خلق الله منها الملائكة هي " النور " . فعن عائشـة رضـي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلقت الملائكة من نور . وخلق الجان مـن مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكـم . والمارج هو : اللهب المختلـط بسواد النار .
صفاتهم :
قد تضمن الكتاب والسنة الكثير من النصوص المبينة صفـات الملائكـة وحقائقها فمن ذلك :
أنهم موصوفون بالقوة والشدة . كما قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ (التحريم : 6) . وقال تعالى في وصف جـبريل عليه السلام عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (النجم : 5) . وقال في وصفه أيضا ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (التكوير : 20) .
وهم موصوفون بعظم الأجسام والخلق . ففي صحيح مسلم من حديـث عائشة رضي الله عنها وقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى قوله تعالى وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (التكوير : 23) فقال : إنما هو جبريل لم أره على صورتـه الـتي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض .
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : رأى رسـول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته ، وله ستمائة جناح ، كل جناح منها قد سد الأفق يسـقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم قال الحافـظ ابـن كـثير : إسناده جيد .
وروى أبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال : أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العـرش إن ما بين شحمة أذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة عام قال الهيثمي في المجمـع : رجاله رجال الصحيح .
ومن صفاتهم أنهم يتفاوتون في الخلق والمقدار فهم ليسوا علـى درجـة واحدة ، فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة ، ومنهم من لـه أربعـة ، ومنهم من له ستمائة جناح . قال تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ (فاطر : 1) .
ومن صفاتهم الحسن والجمال فهم على درجة عالية من ذلك . قال تعـالى في حق جبريل عليه السلام عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (النجم : 5 ، 6) قال ابن عباس رضي الله عنهما ( ذو مرة : ذو منظر حسن) وقـال قتادة : (ذو خلق طويل حسن) .
وقال تعالى مخبرا عن النسوة عند رؤيتهن ليوسف عليه السـلام : فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف : 31) وإنما قلن ذلك لما هو مقرر عند النـاس مـن وصـف الملائكة بالجمال الباهر .
ومن صفاتهم التي وصفهم الله بها أنهم كرام أبرار . قال تعـالى بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ (عبس : 15 ، 16) . وقال عز وجل وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ (الانفطار : 10 ، 11) .
ومن صفاتهم الحياء لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حق عثمان رضي الله عنه : ألا أستحي مـن رجل تستحي منه الملائكة .
ومن صفاتهم أيضا العلم . قال تعالى في خطابه للملائكـة قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة : 30) فأثبت الله عز وجل للملائكة علمًا وأثبت لنفسـه علمًا لا يعلمونه . وقال تعالى في حق جبريل عليه السـلام عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (النجم : 5) قال الطبري : (علم محمدًا صلى الله عليه وسلم هذا القرآن جـبريل عليـه السلام) أ . هـ ، وهذا متضمن وصف جبريل بالعلم والتعليم .
إلى غير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة من صفاتهم العظيمة وأخلاقـهم الكريمة الدالة على علو شأنهم وسمو منازلهم عليهم السلام .
خصائصهم :
للملائكة عليهم السلام خصائص وصفات قد اختصهم الله تعـالى بهـا ، وامتازوا بها عن الجن والإنس وسائر المخلوقات . فمنها :
أن مساكنهم في السماء وإنما يهبطون إلى الأرض تنفيذًا لأمر الله في الخلق وما أسند إليهم من تصريف شؤونهم . قال تعالى : يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (النحل : 2) وقال تعالى : وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ (الزمر : 75) . وعن أبي هريـرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يتعاقبون فيكم ملائكة بـالليل ، وملائكـة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكـم فيسألهم الله وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهـم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون . والنصوص في هذا كثيرة جدًّا يصعـب حصرها هنا .
ومن خصائصهم أنهم لا يوصفون بالأنوثة ، قال تعالى منكرا على الكفـار ذلك : وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (الزخرف : 19) . وقال تعـالى : إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (النجم : 27) .
ومن خصائصهم أنهم لا يعصون الله في شيء ، ولا تصدر منهم الذنـوب ، بل طبعهم الله على طاعته ، والقيام بأمره : كما قال تعالى في وصفـهم : لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (التحريم : 6) . وقـال أيضـا لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (الأنبياء : 27) .
ومن خصائصهم أيضا أنهم لا يفترون عن العبادة ولا يسأمون . قال تعالى : وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (الأنبياء : 19 ، 20) . وقال في آية أخـرى : فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (فصلت : 38) .
فهذه بعض خصائص الملائكة التي اختصهم الله بها دون الثقلين من الإنس والجن . وبالجملة فالملائكة جنس آخر ، يتميزون في أصل خلقتهم وتكـوينـهم عن الإنس والجن . كـما أن لكل من الإنس والجن خصائصهما التي يتميز بها أحد الجنسين عن الآخر والله أعلم .
ولكن هل الملائكه تبكي و تضحك ام لا ؟؟؟؟
لاني بصراحه اجد مواضيع كثيره جدا عن قصص تجعل الملائكه تبكي !!!
فهل بالفعل الملائكه تبكي ؟؟؟
الرجاء الاجابه بحديث شريف
وشكرا